رميش جنوب- لبنان

الهاتف: 961 71015563 | البريد الألكتروني: info@rmeich.org



مِش ضروري تفهمي ليش زوجك بحبّ الفوتبول

عاد من عمله وجلس ليشاهد التلفزيون، المشهد المتكرّر: طابة تتدحرج على العشب الأخضر خلف الشاشة، لاعبون يجرون وراءها، عيناه تتابعانها بدقّة، تركيزُه لافت، وصرخاته تعلو في المنزل. هو متحمّس وينفعل كلّما اقتربَت الطابة من المرمى. والمفارقة أنّه قد لا ينفعل إلى هذا الحدّ حتى لو وقعَت زوجتُه في المنزل وفكّت رقبتَها!تؤكّد دراسة قام بها مركز أبحاث القضايا الاجتماعية في أوروبا، أنّ 60 في المئة من الرجال يفضّلون مشاهدة مباراة لكرة القدم على ممارسة الجنس مع شريكاتهنّ.

إنفصال كلّي

هوَس الرَجل بمتابعة مباريات الفوتبول غالباً ما يجَنّن زوجتَه، فبدلاً من أن يهتمّ بمسايرتها وتدليعِها وتغنيجها ومشاركتها تفاصيلَ يومياته وحياته، وبدلاً من أن يصغيَ إلى مشاكلها ويمنحَها الوقتَ للتكلّم أو حتى يساعدها في الأعمال المنزلية الروتينية التي يكون هو مسؤول عن غالبية كوارثها، “يندفِس” كلّ ليلة على الكنبة وينفصل عن واقعه لمدّة لا تقلّ عن ساعتين.

“شو هالجلادة اللي عِندو”، تقول منى (40 عاماً). “المباراة لا تمتدّ لنصف ساعة، إنّما لوقت لا يُستهان به. وزوجي لا يكتفي بمتابعة البطولات الكبرى، كبطولة العالم في كرة القدم أو بطولة أوروبا، بل يتابع الدوريات الأوروبية والمحلّية، واليوروبا ليغ، والدوري الإسباني، والألماني، والإنكليزي، والفرنسي، والإيطالي… وبِتُّ أعرف أسماءَ كلِّ هذه البطولات والفرَق واللاعبين والقوانين والشتائم والهيصات والتشجيعات، لكثرة ما أُجبرتُ على سماع زعيقِ زوجي وصوتِ المذيع الملهوف بينما أهتمّ بتحضير الأكل للأطفال في المطبخ”.

لماذا يحبّ الرجال الفوتبول؟

لا تفهم النساء أحياناً سببَ ولعِ الزوج بكرة القدم ومكوثِه لساعات أمام التلفزيون يرشِد اللاعبين ويصرخ “إي إي شوطا”… بحسَب عالِم الاجتماع باتريك مينيون، تشَكّل كرة القدم أحدَ العناصر الأساسية للتعبير عن الرجولة، بينما لا تجذب النساءَ لأنّهن بطبعِهنّ أقلُّ ميلاً للتعابير التي تدلّ على القوّة والتضامن وتحدّي الخصوم التي توحي بالحروب، والتي تسَوّقها هذه الرياضة.

فبسَبب الحدّة القتالية التي تتضمّنها، تُعتبر لعبة كرة القدم “رياضة رجّالية”، حتّى لو مارسَتها النساء. ولكن لا بدّ من الإشارة إلى وجود نساء يتابعن الكرة بشغَف أيضاً وينفعلن لتدحرُجها على العشب. مثلاً، تُعتبَر مابيل (23 عاماً) مشجّعةً تضاهي أكثر الشباب هوَساً في متابعة المباريات.

هي تعشق الرياضة، وفي حديث لـ”الجمهورية”، توضح: “أنا مجنونة بألمانيا وبايرن ميونيخ، ولكنّني لا أتابع المباريات الألمانية وحسب، إنّما كلّ البطولات، فأعرف اللاعبين فرداً فرداً وأدقَّ تفاصيل اللعبة”.

الهوَس

يقارن بعض علماء النفس بين هوَس النساء بمتابعة أخبار النجمات العالميات وهوَس الرجال بمتابعة نجوم الرياضة. فكما تُمضي سارة وقتاً كبيراً في متابعة مواقع التواصل، وتلاحق أخبارَ المشاهير، حالمةً بالحصول على شفاه أنجلينا جولي وأنفِ جنيفر لوبيز ومؤخّرة بيونسي، وتُدقّق في الملابس التي ارتدَتها كيم كارداشيان وأخواتها، وبآخِر صيحة أطلقَتها جيجي حديد… هكذا الرجال، فهُم يتابعون هذه المباريات لأنّهم يحلمون بالحصول على كاريزما دايفيد بيكهام وبراعة ميسي، وجاذبية كريستيانو رونالدو.

إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى نموذج من النساء اللواتي يتابعن ألعاب الكرة من أجل النجوم أيضاً، فجيهان (22 عاماً) تكشف لـ”الجمهورية” عن غرامها وولعِها باللاعبين: “أنا مغرَمة بلاعب بايرن ميونيخ ماريو غوتزي، لذا أتابع الدوري الألماني وجميعَ مباريات هذا الفريق لأتتبَّع حبيبي”، وتُثني على حديثها “دايان” وتقول: “يقبرني جمالو كريستيانو رونالدو، أتابع المباريات ولا أهتمّ لأيّ شيء فيها سوى رؤية رونالدو يتعرّق على الحشيش”.

فشّة خلق

يحتاج الرجل إلى أنّ يفجّر مشاعرَه، وتدرك العديد من النساء أنّ الزوج يطلِق العنان لصوته في البيت بعد يوم ضاغط في العمل على أتفهِ الأمور. وأيّ امرأةٍ لم تشاهد يوماً رَجلاً “يفشّ خلقَه” ويصرخ ويفجّر دراما في المنزل لسبب سخيف؟. ولعلّ هذه المبارايات تشكّل متنفَّساً له، فتسمح له بالتعبير عن مشاعره وأحاسيسه المكبوتة.

في هذا السياق، تؤكّد دراسات أجريَت في أوروبا أنّ المشجّعين لا يكتفون باستمرارِ هزِّ أرجُلهم وأيديهم وبالصراخ والقفز من على الكنَبة أو مدرّجات الملاعب خلال متابعة الكرة، بل إنّ 67 في المئة منهم سبقَ أن بكوا أثناء مشاهدتهم إحدى المباريات.

الشعور بالانتماء

إلى ذلك، يبدو أنّ كرة القدم تملأ فراغاً كبيراً عند الرجال. فهؤلاء الذين يختارون فريقاً ليشجّعوه، يتقاسمون معه ومع المشجّعين الآخرين أحلامَهم بالفوز، كما يقلَقون على مصيره. هم يشعرون بأهمية القوّة والتضامن خلال المواجهات مع العدوّ.

وكم من مرّة أدّى تفاعُل المشجّعين مع فريقهم إلى تطوّر المواجهة الرياضية في الملعب إلى مواجهات وتلاسُن وربّما تدافُع بين المشجّعين. يلفت بعض علماء الاجتماع إلى أنّ انتماء المشجّعين لفريق معيّن قد يصل إلى حدّ العبادة.

وتشير إحصاءات أوروبية إلى أنّ 60 في المئة من المشجّعين الأوروبيين يرَون في كرة القدم ديانةً يعبدونها، فهُم يصَلّون لتحقيق الفوز ويجلّون النجوم. أمّا غالبية النساء فتزيد مشاهدتهنّ للّعبة أثناء البطولات الكبرى ولا يَهتمِمنَ بمتابعة باقي المباريات.

المصدر: lebanese-forces.com



الاشتراك في الرسائل الإخبارية !

يرجى إدخال البريد الإلكتروني الخاص بك و الاسم للانضمام.

Digital Newsletter

لإلغاء الاشتراك اضغط هنا ».